سمية الخشاب، أحمد الفيشاوي، لقاء الخميسي، لقاء سويدان، غادة عادل، نجوم بدأوا يشقون طريقاً جديداً في عالم الطرب، لم يكتفِ هؤلاء بالغناء بل أصدروا ألبومات على غرار أي مطرب محترف، القائمة طويلة وسبقتها أسماء بارزة مثل يسرا وصابرين، هل يخوض نجوم التمثيل تجربة الغناء رغبة في الوصول إلى لقب النجم الشامل وتحقيق المزيد من الانتشار، أم أنها عدوى ما إن تبدأ حتى تمتد لتشمل الجميع؟
[color=cyan]لم تكن تنوي التحول إلى مطربة إطلاقا
عندما خاضت يسرا تجربة الغناء لم تكن تنوي التحول إلى مطربة إطلاقا، ولم تصرّح يوماً أنها ستنافس المطربين والمطربات، "خصوصاً أنهم جميعا أصدقائي ورحبوا بهذه التجربة واحتفوا بها، ما شجعني على متابعة الطريق"، على حدّ تعبيرها، تؤكد يسرا أنها مؤدية وليست مطربة، تماماً مثل الراحلة سعاد حسني ومثل النجوم الذين خاضوا تجربة الغناء ضمن الأعمال الفنية التي شاركوا فيها، من بينهم محمود عبد العزيز والراحل أحمد زكي وغيرهما... وخير دليل على ذلك تجربتها في "عمارة يعقوبيان" التي أشاد بها الجميع
شمولي
تعشق لقاء الخميسي، التي اقتحمت عالم الغناء أخيراً، الموسيقى والغناء منذ طفولتها لأنها ترعرعت في أسرة فنية (جدها ة واحترافالشاعر والمخرج الكبير عبدالرحمن الخميسي الذي اكتشف سعاد حسني)، شجعها والدها على دراسة الغناء والموسيقى على يد متخصصين، لهذا تحينت دوماً الفرصة لخوض التجربة، تؤكد أن الغناء لن يعيقها عن التمثيل خصوصاً بعد النجومية التي حققتها في السنوات الأخيرة في الدراما التلفزيونية تحديداً في مسلسل "راجل وست ستات"، وأنها ستنتج ألبومها الأول لتتأكد من أنه سيخرج في أفضل صورة فنية، وستصور إحدى الأغنيات قريباً.
من جهتها تعشق سمية الخشاب التمثيل والغناء، وتعمل على تحقيق نجاح موازٍ بينهما، "يحلم أي فنان بإظهار جوانب موهبته والحكم في النهاية للجمهور، فلو لم أكن ناجحة كمطربة لما توالت الحفلات الغنائية التي ظهرت فيها"، على حد قولها، تضيف سمية: "يختلف إحساسي من حفلة لأخرى تحديداً الخوف الذي أشعر به أثناء وقوفي على خشبه المسرح، لكن لا يلبث أن يتبدد مع تجاوب الجمهور تماماً معي ويتلاشى في الحفلات التالية وينتابني شعور بأنني أحلق في السماء".
تطفل وفشل
يرى السيناريست والناقد السينمائي رفيق الصبان أن هذه التجربة لم يكتب لها النجاح، لغاية الآن، بما في ذلك يسرا التي لم تستطع أن تحقق مكانة فيها مثلما فعلت في التمثيل، أما الناقد السينمائي أحمد رأفت بهجت فيصف تلك الظاهرة بالتطفل، مشيرا إلى أهمية الفصل بين الأغنية التي تؤديها ممثلة في الدراما، وبين المغنية التي تحاول أن تضيف إلى رصيدها بعداً جديداً ولا تملك في الوقت ذاته مقومات الغناء.
تشكل الموهبة نقطة الفصل
يضيف بهجت: "إذا أرادت الممثلة أغنية للتهكم أو السخرية أو لإدانة أغاني الفيديو كليب الهابطة، في قالب درامي كوميدي، فهذا أمر مطلوب ويخدم العمل الدرامي. أما إذا كانت الممثلة تملك مقومات حقيقية وإمكانات تؤهلها الغناء فيعدّ ذلك بمثابة إضافة لها"، يتابع بهجت: "لم أسمع إطلاقاً عن الممثلات اللواتي اتجهن إلى الغناء باستثناء يسرا، أستمعت إلى أغنياتها وأرى أنها مقبولة في إطار العمل الفني، لكن لن يكون الخروج عن هذا الإطار والدخول في عالم الفيديو كليب في صالح الفنانة ما دامت لا تملك إمكانات الصوت أو الدراسة والتدريب وغيرها من العناصر التي تؤهلها لتكون مطربة.
ذاكرة السينما
يوضح الناقد والمخرج هاشم النحاس أن هذه الظاهرة بدأت عندما أدى بعض الممثلين أدواراً غنائية سواء في الأفلام السينمائية أو في الدراما التلفزيونية، ثم طرحت تلك الأغنيات في ألبومات للاستثمار التجاري والربح المادي، ما شجع البعض الآخر على السير على الدرب نفسه، ويرى النحاس أن تلك الظاهرة ليست إلا شطحات شاذة لن تضيف إلى الفن، مشيراً إلى أن الجمهور قد يتقبل أحد نجوم الغناء إذا خاض تجربة التمثيل وكانت لديه الموهبة مثل مصطفى قمر، عمرو دياب وعلي الحجار وإيمان البحر درويش وغيرهم.
يؤكد هاشم أن هذه الظاهرة امتداد لتحول نجوم الإعلام نحو التمثيل، مثل بسمة وخالد أبو النجا، كذلك تحول نجمات الإعلانات إلى التمثيل مثل نيرمين الفقي وغيرها، ما يظهر أن الدافع وراء تلك التحولات هو البحث عن الشهرة وبريقها، على الرغم من أن ذلك قد يؤثر سلباً في مسيرة الفنان.
من جهتها توضح مي كساب (من نجوم الغناء الذين حققوا نجاحاً على مستوى التمثيل): "تشكل الموهبة نقطة الفصل والجمهور وحده صاحب الحق في قبول هذا الفنان أو ذاك"، تضيف مي: "تاريخ السينما المصرية قائم على نجوم الغناء الذين خاضوا تجربة التمثيل، مثل ليلى مراد، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، أسمهان، صباح، عبد الحليم حافظ وغيرهم، لو لم تكن لديهم الموهبة لما خلدت أعمالهم. الجريدة.